السفر للسياحة والاسترخاء مطلوب بل ومهم لكل انسان بعد جهد وفترة عناء طويلة في خضم الحياة، ولكن هل يعني السفر لبلد ما في الداخل او الخارج والنوم في فندق او شقة مفروشة طول النهار ثم سهرة عشاء في مطعم فاخر.. نهاية الرحلة السياحية..؟ الاجابة بالطبع لا.
فعندما يخطط الشخص للسفر سيرى المردود بشكل أكبر عندما يعود من سفره حيث يكسب الراحة والمعرفة والاستمتاع بوقته في أمور عادت عليه بالنفع، وفي نفس الوقت التخطيط للسفر قبل الرحلة واثناء الرحلة يعود بمردود جيد اقتصادياً على المسافر وكل من يرافقه في سفرته سواء من افراد العائلة او من مجموعة السفر السياحية المشتركة.
.........التخطيط للسفر قبل الذهاب للحجز..............
يقول الدكتور عبدالمحسن الجص مشرف عام برنامج السياحة والمجتمع بالهيئة العليا للسياحة ان التخطيط للسفر بشكل عام هام جداً وفي السفر للسياحة كذلك، ويجب ان يكون مبكراً جداً وبقدر كونه ضروري فهو مرتبط بشكل كبير بعدد افراد الرحلة السياحية ومدى تباين شرائح المجموعة التي تسافر مع بعضها البعض من نواحي اجتماعية وعمرية وغيرها وكل ما اتضح لنا مدى قرب وتباعد التباين عرفنا كيف نخطط، وكيف نستفيد من السفر بالشكل الصحيح.
واضاف مثلاً عندما تكون هناك شريحة عائلية تسافر مع بعضها الى مدينة ابها واتجهت الى موقع سياحي، فلن يتاح فيه كل ما هو مطلوب لكل افراد العائلة فكبير السن مثلاً يرغب بالهدوء والطبيعة والاجواء الثابتة، وصغار السن لا يفضلون الهدوء ويحبون اكثر الحركة والتنقل من موقع الى آخر، ولذا يجب ان يأخذ في الحسبان التخطيط وفقاً لهذه الشرائح حتى نحقق المراد من السفرة السياحية، وتحديد متطلبات كل شريحة وتوفيرها من خلال التحضير المبكر لها يحقق الرضا من السفرة السياحية لجميع افراد المجموعة المسافر.
وأشاد الى انه من المهم جداً عندما يكون السفر مجموعات غير العائلة ان تكون ذات اهتمام مشترك حتى يكون التخطيط والهدف من السفر واحد وبالتالي ستحقق الفائدة للجميع في اتجاه متواز وبالتالي يرجعون من السفر بنتيجة واحدة تحقق من خلالها الرضى لجميع الفئات.
وشدد الجص على ان التخطيط السليم للرحلات والسفر السياحي يحقق السعادة اثناء الرحلة والرضى الكامل بعد العودة من الرحلة بحكم تحقق النتيجة، ونبه على ان التخطيط يبدأ مع جمع المعلومات السياحية عن المدينة او المواقع السياحية التي يتجه لها المسافر، ومعرفة كل الجوانب الايجابية والسلبية للموقع الذي ينوي السفر اليه، وعندما يجد ان موقع مدينة سافر لها في الداخل او الخارج يتصف بالسخونة فهذا من سوء التخطيط، وخاصة ان المجال في بحث المعلومات حالياً متاح بشكل كبير جداً ومن خلال وسائل عدة معروفة، وكذلك الشأن لمعرفة طبيعة المنطقة وتضاريسها والمسافات بين المواقع السياحية في هذه المنطقة، وايضاً في كل ما يتعلق بالامكانات والبنية التحتية من طرق وغيرها تسهم في راحة المسافر اذا عرف كل شيء قبل سفره وخطط على ضوء ذلك.
وأوضح الجص ان في مجتمعنا واقع غريب لسياحة العائلة حيث يحرص رب الاسرة على ترتيب سفرة سياحية لهم بمفردهم او يذهب بهم ثم يعود حتى يسافر مفرداً او مع اصدقائه وهذا يسبب له الكثير من المصاريف والكلفة غير المنطقية ويمكنه ان يحقق مع عائلته السعادة التي يرغبها في السفر من خلال سعادتهم التكييف مع ما يريدون وفي الوقت نفسه يستطيع ان يحقق ما يريد في سفره بدون ان يؤثر على عائلته اذا ادرك جيداً معنى السعادة من خلال اسعاد من يحب.
التفاعل مع الآخرين
ونبه الدكتور الجص على ان السائح الغربي يتفاعل مع كل من حوله سواء من خلال سفر العائلة او سفر المجموعة وهو يحقق هدفه بالسفر المخطط له ويقطف نتيجة اثر سفره بزيادة المعرفة والاطلاع على امكانات البلد الذي يزوره وفي نفس الوقت يحقق السعادة لنفسه وللآخرين معه.
ويعرف كيف يأقلم نفسه مع الواقع الذي خطط للعيش فيه فترة سفره وسياحته وقبلها يختار الموقع الذي يريد ان يمضي اجازته فهناك مواقع للهدوء واخرى طبيعة بحرية او غيرها.. وعندما تختار مكاناً مزدحماً تحتاج ان تأقلم نفسك مع هذا الواقع المزدحم بالبشر اجتماعياً.
وفي جانب السلبيات واثر سوء التخطيط للسفر السياحي بالطبع هناك اثر سلبي كبير عندما نفقد التخطيط للسفر السياحي اهمها عدم تقدير ميزانية محددة وما يوقع المسافر في متاعب عدة كان في غنى عنها لو خطط بشكل سليم ومن الغريب ان البعض مثلاً يشتري اشياء اغلى سعراً من سعرها في بلده وفي الوقت الذي يفترض ان يقتني اشياء سياحية لها ارتباط بالموقع السياحي الذي زاره او اشياء نادرة لاتوجد في بلده او مدينته وترتبط بالسفر كذكرى من هذا المكان وتناسب الاحتفاظ بها لمدة طويلة.